أرشيف المواضيع

                                  بسم الله الرحمن الرحيم

                     مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية

 

                       حالة لطفل يتحرك بشكل لا إرادي عند النوم المجيب الدكتور/السيد زكي

 استشاري نفسي وعلاج الإدمان

 

 السؤال:

  السلام عليكم

 

ابني عمره 10 سنوات يعاني من حالة غريبة منذ كان عمره 6 سنوات، وهذه الحالة تزداد وتنقص، وكانت تأتيه أحياناً مرة في الشهر، وأحياناً أخرى مرة بعد شهور، لكن في هذا الشهر جاءته من 2-4 مرات، وهي حالة تأتيه قبل الدخول في النوم، حيث يشعر بدغدغة في المنطقة الخلفية، تجعله يتحرك لاإرادياً، خاصة في رجله، وكأنها رجفة أو رعشة، فيهتز حتى وهو نعسان ، وتتكرر أكثر من مرة إلى أن ينام بعدها بساعات ،وهو يقاومها أحياناً، وأحياناً يبكي منها ؛ لأنه نعسان، حيث يشد رجله ويده وجسده لثانية وبشكل متكرر، ليخف ما يشعر به، ويقوم ويجلس، ويترك النوم ثم يرجع إلى أن يغفو فجأة.

 

كما أنه يقوم بفرك أصابع يديه، ويخاف من أي شيء، لدرجة أنه يذهب ليلاً إلى الحمام ثم يرجع جرياً لغرفته، ويقاوم النوم منذ صغره ولو كان في أشد حالات النعاس.

 أفيدوني جزاكم الله خيرا.

  الجواب

الأخت الكريمة/ حفظكم الله

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

 

أرحب بك في مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية وأسأل الله - تعالى- الحفظ والعافية لهذا الابن.

 

يظهر أن الحركة التي تحدث له هي لاإرادية لدرجة كبيرة، ومثل هذه التغيرات التي تحدث للأطفال في مثل هذا العمر، أو حتى في عمر أصغر نعيرها اهتماماً خاصا؛ لأنه في بعض الأحيان قد تكون ناتجة من بعض الاضطراب في كهرباء الدماغ، خاصة هنالك منطقة في الدماغ تسمى بـ (الفص الصدغي)، ربما تكون هنالك زيادة في كهرباء الدماغ في هذه المنطقة، وتظهر بالفعل هذه الحالة في شكل رجفة أو هزة، أو حتى

بعض التصرفات الغريبة نسبياً، وهي لاإرادية .

 

وهو أمر غير مقلق، وتقتضي أن تذهبي بهذا الابن -حفظه الله- إلى طبيب الأطفال المختص في أمراض المخ والأعصاب، وسوف يفحصه -إن شاء الله تعالى-، وغالباً سوف يقوم بإجراء تخطيط للدماغ، وهذا فحص بسيط جداً، وإن تطلب الأمر -أيضاً- يمكن أن يطلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي، أو مجرد صورة مقطعية للدماغ، للتأكد تماماً من وضعه الجسدي والعضوي، هذه هي النقطة الأساسية التي

  أريدك أن تركزي عليها، ولا تنزعجي أبدا.

 

ولا شك أن وجود زيادة في كهرباء الدماغ له تأثيرات سلبية كثيرة على شخصية الطفل، فالطفل بالفعل قد يكون متوتراً، وقد يكون قلقاً، وقد يكون عجولاً، وقد يكون كثير المطالب، وقد يكون متقلب المزاج، وهذا كله قد يحدث من هذه الحالات،

 ومن خلال فحصه فحصاً سليماً ودقيقاً -إن شاء الله- يجري التشخيص الصحيح لحالته

 

وإن لم تكن هناك زيادة في كهرباء الدماغ؛ ففي هذه الحالة يكون الأمر أمراً سلوكياً فقط، نحفز هذا الطفل، ونشجعه على الأفعال الإيجابية، ونقلص تماماً من سلوكه السلبي، ولا ننتقده كثيراً، ونعطيه فرصة ليلعب مع الأطفال في عمره، ونساعده على ترتيب حياته، كأن يقوم بترتيب فراشه بعد أن يستيقظ من النوم، وترتيب ملابسه في الخزانة المقررة لذلك، وتحضير كتب المدرسة من الليلة السابقة، ونساعده على إدارة وقته، متى يقرأ، ومتى يلعب، ومتى يتفاعل مع أقرانه؛ بهذه الكيفية نمتص تماماً السلوك السلبي لهذا الطفل.

 

نرجو لك التوفيق ولابنك النجاح، مع تمنيات مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية لكم بتجاوز هذه الحالة.