استشارة نفسية              

                                          اضطراب الوسواس القهري

                                                          المجيب                                                 الدكتور / السيد زكي  استشاري نفسي إكلينيكي وعلاج الادمان

 

 

  معكم س.م 22عاما السؤال:

 أعاني من الوسواس القهري منذ  سنتين؛ حيث جاءني فجأة، و تمثل في قيامي بالليل لغلق الغاز داخل الشفة ورغم أني متأكدة من غلقه  وأذهب للفراش للنوم إلا أنني لا أستطيع النوم ويتملكني القلق وأرجع مرة ثانية وثالثة ورابعة لغلق الغاز وأجده مغلقا وكذلك في حجرتي أقوم بترتيب الفراش عدة مرات ولا أرتاح  رغم أنه مرتب ، إلا أنني أعاود ترتيبه  كل ساعة وهو في الحقيقة مرتب ،  وتنتابني حالة من القلق لأعاود الترتيب مرة أخرى ،وهكذا لأرتاح قليلا، ويتملكني القلق والرغبة في ترتيب الفراش ثانيا وثالثا ،وهكذا لدرجة أنني بدأت أبكي من كثرة الذهاب لغلق الغاز، وكذلك إعادة  ترتيب فراشي ، وتتناوبني أفكار بإن فرشي غير مرتب لما أنظر إليه ، وهو ما يجعلني أعاود ترتيبه  كثيرا. الحقيقة تعبت مما يحدث لي، وأظل متضايقة طول الوقت، ولا أنام وهو ما جعلني ألجأ  لمركزكم الموقر لعلي أجد حلا يريحني من ألآمي . 

 

 أرجوكم ساعدوني

 بسم الله الرحمن الرحيم. الأخت الفاضلة/حفظكم الله

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

 

إنه ليسرنا أن نرحب بكم في موقع مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في موقعكم! وكم يسعدنا اتصالكم بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظكم من كل مكروه وسوء، وأن يشرح صدركم للذي هو خير، وأن يجعلكم وإخوانكم من سعداء الدنيا والآخرة، وأن ينزل عليكم بركاته ورحماته وبعد:

 أختي الكريمة بالفعل فانت تعانين مما يعرف بـ (اضطراب الوسواس القهري)،

 هو الاسم الشائع بين الناس والاسم الحقيقي له هو(الأفكار التسلطية والسلوك القهري)

 ومن أهم أعراض هذا المرض:  

 الأفكار والصور الذهنية الملحة:

التي تأتي ضد رغبة المريض ويحاول جاهدا مقاومتها ويشعر بأنها غير صحيحة، رغم قناعته بنشأتها من داخله، بل تافهة أحيانا وهذا هو ما يسمى(الأفكار التسلطية)؛ إذ يجد المريض نفسه مجبرا على القيام به

رغم إرادته ورغم أنه يستهلك الكثير من جهده ووقته وذلك لتخفيف القلق الناتج عن الأفكار التسلطية  

 

أسباب المرض:

 بشكل عام غير معروفة على وجه الدقة، ولكن توجد عوامل كثيرة تؤدي إليه ، ولكن تشير الدراسات إلى أن الوراثة تلعب دورا في هذا الاضطراب، بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي، وهناك عوامل أخرى بيولوجية متمثلة في اضطراب نسبة النواقل العصبية في الفراغات الموصلة بين خلايا الدماغ، وأهمها مادة السيروتونين Serotonin التي أثبتت البحوث أنها المادة الأهم في هذا المرض، فانخفاضها في هذه الفراغات الموصلة تؤدي للكثير من الاضطرابات كالوسواس القهري والاكتئاب وأمراض القلق الأخرى.

 

أختي الكريمة:

عادة ما يتجه المصابون بالوسواس القهري إلى أطباء آخرين غير الطبيب النفسي أو المعالج النفسي، وقد يتأخر طلب الخدمة الطبية النفسية المتخصصة إلى مدة قد تصل من 5 إلى 10 سنوات منذ بداية المرض يظل خلالها المريض يعاني دون طلب المساعدة مع شدة الأعراض؛ ما يؤدي إلى ظهور مضاعفات أخرى كالاكتئاب وتغير طبيعة الشخصية.

 

لذا:  فأنت بحاجة ماسة وسريعة للذهاب إلى طبيب نفسي، ومعه معالج نفسي؛ فالطبيب النفسي سيصف لك دواء يخفف من حدة الاضطراب، إلا أنه بمفرده لا يكفي فبجانبه لابد من أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك من خلال العلاج المعرفي السلوكي على فنيات أهمها : كيفية التعامل مع الأفكار التسلطية السلبية التي تدفع بك للقيام بممارسة السلوك القهري (تكرار الذهاب لغلق الغاز – تكرار عملية ترتيب الفراش)  وهناك فنيات علمية وعملية سلوكية سيجري تدريبك عليها وإن شاء الله تنتهي المشكلة وقبل الختام لابد من سرعة التوجه للعلاج؛  خشية العواقب السلبية المترتبة على عدم ذهابك.  

مع خالص تحيات مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية.